عشر علامات على الاهمال الطبي

هناك من يعتقد ان انتشار وبأ الجرثومة المفترسة في المستشفيات في اسرائيل ، بداية هذا العام ، على انه ناجم عن اهمال طبي واسع يجري مرة في كل عدد من السنين .
لكن الاهمال الطبي يجري لاسفنا يوميا بمئات الحالات في السنة ، التي لا يعرف عنها سوى القليل من الجمهور . هناك عشر علامات على الاقل التي من شان ظهورها خلال كل اجراء طبي ان يشير الى الاهمال في المعالجة . من المهم التاكيد على انه ليس كل علامة كهذه تشهد على الاهمال بالذات ، لكن تجمع عدد من العلامات معا من شانه ان يشهد على عملية غير قويمة تستدعي التحقيق . من شان الاكتشاف المبكر ـ لكون الحديث يدور عن اهمال طبي ـ ان يسهل كثيرا على العائلة المتضررة في سعيها للاعتراف وللتعويضات .
يجب التاكيد انه تجري في اسرائيل يوميا الاف الاجراءات الطبية القويمة ـ ومن خلالها تنقذ الحياة ـ بكل بساطة . العديد من الاطباء في اسرائيل منشغلون يوميا في عمل مقدس وهو انقاذ الحياة ، ولا تهدف هذه المقالة ان تضر بالجهود الصادقة وبالعمل الطبي ، وانما لتمكين كل اولئك الذين لم يتلقوا علاجا لائقا وتضرروا ، من تلقي اموال تعوضهم عن معاناتهم ، وتسهل عليهم قليلا في مواصلة حياتهم . في هذا المقال جمعت عشر علامات من شانها ان تشهد على التخوف من الاهمال الطبي .
العلامات ليست حكما ، وهي ليست بديلا عن التحقيق في كل حادث تحقيقا معمقا . قد تكون هناك حالات ـ وهي نادرة بالتاكيد ـ تظهر في كل هذه العلامات معا ، ويظهر في فحص ما بعد العمل بانه حدثت هنا كل الاهمالات في معالجة المريض .
العلامات :
1 . المعالج او ابناء عائلته يتخوفون من ان النتيجة للعملية الطبية لا تتلاءم بتاتا مع توقعاتهم الاولى عند توجههم للمعالجة .
2 . محاولات المعالج وابناء عائلته تلقي شرح تصطدم بالتملص او بالرفض من قبل الطاقم الطبي .
3 . اختفاء وثائق طبية كانت حاضرة في السابق ، وبضمن ذلك يجب ان تضم ايضا اختفاء وثائق معروف انها يجب ان تكون حاضرة وان تكون تحت تصرف الاطباء او المعالجين .
4 . اكتشاف المعالج وعائلته بان الوثائق الطبية التي تختص بالحادث ، قد جرت عليها تغييرات ومسح بعد الحادث وبشكل تراجعي .
5 . استمرار العملية الجراحية او العمليات الطبية عند المعالج لفترة تزيد عن الحد المتوقع .
6 . نشوء شوشرة قد تكون بالدخول والخروج الزائد من والى غرفة العمليات وبالتجمعات والبهمس حول المعالج وبوجود اطباء اضافيين .
7 . ان يقترح الطبيب المعالج ، بمبادرة منه ، ان يزوده المعالج بعائدات مالية مقابل الخدمة الطبية التي مر بها او عائدات مقابل معالجة في المستقبل .
8 . تكرار مشكلة طبية غير غير محلولة خلال وقت طويل ، بينما في المقابل يحاول الاطباء تسريع الظاهرة بشروح غير طبية . تجدر الاشارة الى ان من شان هذا ان يرمز الى الاهمال في التشخيص ، الذي يقع هو الاخر تحت طائلة التحديد القضائي عن " الاهمال الطبي " .
9 . بعد العملية او المعالجة الطبية يتلقى المعالج او ابناء عائلته شروحا مبهمة او متناقضة بخصوص التشخيص عن اسباب المرض او عن الاجراءات الطبية التي نفذت .
10 . يوجد لدى المعالج او لدى ابناء عائلته احساس متواصل بان شيئا ما على مدار العملية الطبية ليس على ما يرام او لم يجر بشكل قويم .
الخوف من الشكوى :
هناك ظاهرة شائعة ومؤسفة لدى المعالجين وابناء عائلاتهم الذين يخافون من الشكوى لدى السلطات على المعالجة الرديئة التي تلقوها ، ومن تجاربي وفهمي فلا اساس لهذا التخوف . وعليهم ان يتذكروا بانه من الواقعي الافتراض بان الضرر الاساسي قد تلقوه بسبب الاهمال الطبي . وتعلمنا التجربة ان اولئك المواطنين ، بالذات الذين اشتكوا من الاهمال في معالجة اعزائهم ، قد حظوا بمعالجة مخلصة جدا من المؤسسات الطبية .
في كل حالة ، تامين الاهمال الطبي الذي يتسلح به كل طبيب في اسرائيل حسب القانون ، مخصص تماما لتلك الحالات من الاهمال الطبي ، ولذلك ففي كل حالة يثور فيه شك بالاهمال . ينصح بالتشاور مع الاخصائيين في المجال .
وفي النهاية يجب ان نذكر ان المسؤولية الاجتماعية تنتصب امامنا جميعا ، الان نحذر من قصورات الاجهزة وخصوصا تلك التي تخص حياة الانسان. المواطنون الذين يشتكون من المعالجة الرديئة من قبل الجهاز الطبي ومن قصوراته هم الذين يجبرونه في النهاية على تحسين ادائه وتنفيذه ، ويمنحون سائر الجمهور الامكانية من ان يحظى بمعالجة طبية جيدة اكثر في المستقبل.
* المحامي دافيد فايل مختص بمعالجة قضايا الاهمال الطبي وحوداث الطرق ومواجهة شركات التامين وصناديق المرضى لرفضها دفع التعويضات التي يستحقها المؤمنون .